الخطاب التكسبي في الشعر العباسي إلى نهاية القرن الثالث الهجري ‏"مقاربة سوسيو ثقافية"‏

نوع المستند : بحوث علمية محکمة

المؤلف

جامعة الفيوم - كلية دار العلوم

المستخلص

إن الانشغال بقراءة النص التراثي الشعري عمليه ثقافية لها أهميتها، وخاصة حين تتجه ‏القراءة إلى استنطاق المنتج الشعري العباسي، ذروة سنام النص الشعري من حيث الجودة ‏الفنية والإمكانات الإبداعية، لذا يحتاج استنطاقه إلى قراءة أعمق الدلالات التي تنطلق من ‏مواقف صنعتها ظروف المجتمع الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، والوقوف على علاقة ‏النص مع غيره من النصوص لتكوين وحدة سياقية أوسع، تكشف الأبعاد الثقافية للنصوص ‏المقروءة، ومن جهة أخرى تكشف درجة الوعي الكتابي المتمثل في "وعي الشاعر العربي ‏القديم بالذات (الأنا والآخر)، والعالم (الكون/ الطبيعة)، والمجتمع/ الثقافة"(‏ ‏).‏

تتمثل فاعلية القراءة في "حتمية التوازن بين الذوق الجمالي والبنية"(‏ ‏)، وبذل الجهد في ‏تأويلات النص، والحفر في تقنيات الإبداع والأدوات المشكلة للخطاب، وتفكيك بنية النص ‏لإعادة تخليقه وفق مقاربات عميقة تكشف التشابك بين الثقافة والأدب، لأن العمل الإبداعي لا ‏يصدر من "فراغ فكري أو اجتماعي، إذ لابد له من مبدع، ولابد لهذا المبدع بدوره من ‏موقف اجتماعي من قضية فنه"(‏ ‏).‏

وتثير هذه القراءة ثلاث قصديات؛ قصدية القارئ وقصدية المؤلف وقصدية النص، "إن ‏علاقة القارئ بالنص المقروء علاقة اتصال وانفصال في آن، وإذا كان القارئ ينتمي إلى ‏عصره والمقروء ينتمي إلى عصره المقابل، فإن العلاقة بينهما علاقة انفصال لا محالة، ‏لكن هذا الانفصال سرعان ما يتحول إلى اتصال على مستوى البعد القيمي الذي ينطقه ‏النص المقروء، والذي يتجاوب أو يتنافر مع البناء القيمي لعالم القارئ

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية